المنتخب المغربي يمتلك مواهب في أكبر الأندية في دوريات أوروبا الكبرى مثل المدافع مهدي بنعطية مع نادي بايرن ميونخ الألماني وعمر القدوري في نادي نابولي الإيطالي وعبد العزيز برادة في نادي مارسيليا الفرنسي وغيرهم الكثير لكنه في نفس الوقت يمتلك نجوم ولاعبين مميزين بالرغم من تواجدهم ومشاركتهم مع أندية أقل في المكانة في أوروبا بل وربما في درجات أقل من الممتاز.
المنتخب المغربي خلال الفترة الأخيرة قام بالاعتماد على لاعب مميز جداً في الجبهة اليمنى الدفاعية وهو فؤاد شفيق الذي يلعب مع نادي لافال الفرنسي والذي ينشط في الدرجة الثانية وبالرغم من أنه يشارك في نادي ضعيف في المستوى نوعاً ما بالنسبة لباقي لاعبي المنتخب الذين يشاركوا مع أندية في الدوريات الممتازة في أوروبا.
اعتماد المنتخب المغربي على فؤاد شفيق جاء منذ شهر مايو الماضي وتحديداً في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية لعام 2017 وكانت أول مباراة ضد المنتخب الليبي وقدم شفيق أداء عالمي بمعنى الكلمة دفاعياً وهجومياً كأنه عنصر خبير ومخضرم في المنتخب المغربي وليس أول مباراة له على الإطلاق وبعد هذه المشاركة شارك شفيق في 5 مباريات أخرى مع أسود الأطلسي وقدم بها أداء جيد جداً.
شفيق بدأ حياته الكروية متأخراً بشدة بسبب تأخره في الدراسة بجامعة بيير مينديز بمدينة جرينوبل الفرنسية من عام 2004 حتى عام 2009 ولكنه في نفس الوقت بجانب دراسته مارس كرة القدم في الجامعة مع فريق كرة القدم هناك ولفت الأنظار بشدة بسبب أداءه المميز الذي يؤكد بأنه لاعب يستطيع المشاركة مع أي نادي محترف بسهولة ويُثبت موهبته في الملعب.
بعد نهاية حياته الدراسية في جرينوبل أنتقل شفيق لنادي مونتيليمار الذي ينشط في دوري الهواة في فرنسا ثم بعدها بعام أنتقل لنادي أوليمبيك فالنس في دوري المقاطعات أو دوري الدرجة الثامنة في فرنسا ولعب 41 مباراة سجل خلالها 6 أهداف في موسمين وأنتقل بعدها في عام 2012 لنادي أسترس في الليج 2 ولكن فريقه تعرض لنكسة قوية بإفلاسه مما أدى لهبوطه للدرجة السادسة مما منح شفيق حرية الرحيل لأي نادي وأنتقل لنادي لافال في الليج 2 عام 2014.
لافال كان " فأل خير حقيقي " شفيق فمن خلاله دخل قائمة المنتخب المغربي وقدم في موسمين حتى الآن 47 مباراة في الليج 2 وهم 30 الموسم الماضي و 17 الموسم الحالي صنع خلالها 3 أهداف ومع تقديمه مستوى متميز وثابت في الجبهة اليمني دولياً مع المغرب وعلى مستوى النادي مع لافال أصبح شفيق محط اهتمام العديد من الأندية الكُبرى في أوروبا.
أداء شفيق في الملعب يُذكرني بأداء نجم بايرن ميونخ ومنتخب ألمانيا فيليب لام من حيث التمركز والتنوع في طريقة اللعب والجودة في تأدية الدور الدفاعي والهجومي فشفيق هجومياً سريع ويستطيع المراوغة بسهولة كأنه جناح طائر وفي نفس الوقت دفاعياً مقاتل جداً يقوم بعملية الـTackle بقوة ودقة بدون ارتكابه لأي أخطاء.
دفاعياًً شفيق بالرغم من سرعته في الحركة والانطلاقات من الخلف للأمام والارتداد السريع في الهجمة المرتدة فهو لا يقوم بتدخلات عنيفة ويعلم متى يتدخل على الخصم ومتى يتحصل على خطأ وفي نفس الوقت يقوم بإرسال كرات طولية دقيقة خلف المدافعين للمنطلقين على الأطراف ولكن ربما الأمر السلبي الذي يعيب شفيق هو عدم إرساله لكرات عرضية بالشكل الكافي كظهير أيمن وهذه نقطة تكتيكية تكون على عاتق المدرب سواء في دينيس زانكو في لافال أو بادو الزاكي في المنتخب.
بالرغم من أن عمر فؤاد شفيق الحالي 29 عام إلا أن هذا لم يمنع أندية ليل الفرنسي وبلد الوليد ولاس بالاماس من الليجا الإسبانية ونادي شيفيلد وينزداي الإنجليزي من إرسال عروض لنادي لافال من أجل التعاقد مع فؤاد شفيق خاصة بعد المستوى الفني والبدني الذي يقدمه خلال عام 2015 والذي يؤهله للتواجد في نادي أكبر من لافال في المكانة.
شفيق لديه 5 أو 6 سنوات على الأكثر في مشواره الاحترافي في أوروبا وأعتقد بأنه بنهاية الموسم الحالي سينتقل لنادي أوروبي أكبر يستطيع من خلاله تقديم أداء مميز والحصول على بطولات ليختتم مسيرته الكروية على المستوى الشخصي بشكل أفضل من التواجد في الليج 2.
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك
Related Links
Related Tags
مقالات حسن دراز, فؤاد شفيق, لافال, المغرب, المنتخب المغربيالمصدر كرة عربية /article/arabfootball/93213/%D8%B4%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%AA%D9%88%D9%87%D8%AC-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%AC-2
إرسال تعليق